yassin
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

yassin


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 زواج بلاكراه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hassan_elgoher
عضو مميز
عضو مميز
hassan_elgoher


ذكر
عدد الرسائل : 58
العمر : 30
المزاج : high
السنة الدراسية : الصف الثاني الإعدادي
تاريخ التسجيل : 08/04/2008

زواج بلاكراه Empty
مُساهمةموضوع: زواج بلاكراه   زواج بلاكراه Icon_minitimeالخميس أبريل 17, 2008 12:18 am

تعاهد المهندس زكريا وزوجته على تربية اولادهم وتعليمهم حتى يحصلوا على أعلى الدرجات العلمية، وكان عمل زكريا وراتبه الكبير قد وفر لأولاده حياة كريمة فلم يبخل عليهم بشيء فطلباتهم كلها مجابة مهما كبرت أو عظمت ومن خلفه زوجته تسانده وتساعده وتدبر أمور حياتهم وبينما الأولاد الخمسة في مراحل التعليم المختلفة من الجامعة والثانوي اختطف الموت الأم تاركة أولادها في وقت هم في أمس الحاجة إليها...
وكاد أن ينفرط رباط الأسرة لولا تدارك الأب لحال أبنائه بفقدان والدتهم ومعالجته الموقف بحكمة وتعقل ورغم انه كان على أعتاب منصب رفيع المستوى لكنه قرر التخلي عنه من أجل أبنائه وتفرغ لهم وأعطاهم وقته ومجهوده وتابعهم دراسياً وشد من أزرهم وبدأ حلمه يتحقق في أولاده عندما وجدهم بخمس كليات يحلم أي أب أن يلتحق واحد من أبنائه بإحداها، الأول بكلية الطب والثاني والثالث بكلية الهندسة والرابع في الصيدلة أما الخامس بكلية طب الأسنان، وكان الحمل ثقيلا على الأب، الا انه لم يتقاعس عن واجبه تجاههم فجميعهم بحاجة لخدمة شاقة وطبيعة دراستهم لا تسمح لهم بمساعدة والدهم في شؤون المنزل ولأن الأب كان لا يزال في سن يسمح له بالزواج فقد أشار عليه المحيطون به بضرورة الزواج حتى يأتي بزوجة تساعده في مسؤولياته تجاه أولاده وحتى يتفرغ لعمله الذي أهمله لكنه رفض بإصرار وفاء لذكرى زوجته وحبا في أولاده وحتى لا يعرض مستقبلهم للمخاطر، وسارت بهم الحياة والأب تزداد سعادته وكلما اقتربت أحلامه من التحقيق وشاهد أبناءه يجنون ثمار تعبه زالت آلامه وامتلأ قلبه بالفرحة والسرور، وتخرج الأبناء من الجامعة واحدا تلو الآخر ولكنه طلب منهم مواصلة المشوار واستكمال تعليمهم بالحصول على درجة الماجستير والدكتوراه واستجابوا لرغبته والتحق كل منهم بعمل مرموق لأنهم كانوا من اوائل دفعاتهم.

سنوات قليلة وكل منهم بدأ حياة جديدة مع شريكة حياته وانتقل من منزل والده إلى شقته الجديدة قربت أو بعدت عن والده وبينما الأبناء في طريقهم للزواج وصل زكريا لسن المعاش وكانت لحظة خروجه إلى المعاش من أصعب اللحظات التي واجهها في حياته ففي العمل كان يجد ما يشغله بعد أن بدأ الأبناء في الإعلان عن عدم حاجتهم إليه وفي العمل أيضا أصدقاؤه الذين يسمعونه ويتحدثون إليه بعد أن انقطع أو ندر حديثه مع أبنائه، وقد تعود منذ وفاة زوجته ألا يخرج مع أصدقائه القدامى حتى يوفر كل دقيقة من وقته في سبيل الأبناء وبعد خروجه لسن المعاش وزواج الأبناء أصبح وحيدا وبدأت تتثاقل عليه أحمال وآلام السنين، لم يشتك من أبنائه أو يتهمهم بنكران الجميل وإنما كان مقدرا لطبيعة عملهم وانشغالهم بحياتهم الأسرية الجديدة ولكن الأبناء شعروا بالحرج من تقصيرهم تجاهه خاصة وان أمراض الشيخوخة بدأت تهاجمه وعدم خروجه من المنزل لعدة أيام أثقل من حركته، اجتمعوا من أجل البحث عن حل حتى يشعروا بالراحة تجاه والدهم وعرضوا عليه أن يتنقل للإقامة مع أحدهم لكنه رفض ترك منزله الذي عاش فيه معظم سنوات العمر وكان شاهدا على أيام سعادته مع زوجته الراحلة، واهتدوا في النهاية إلى ضرورة زواج والدهم الذي اقترب عمره من السبعين، ورغم رفضه للفكرة الا انهم صمموا مؤكدين أن زواجه سوف يدخل إلى نفوسهم الطمأنينة عليه ويجعلهم يهتمون بعملهم كما يريد، وافق بعد أن يئس من إقناعهم برفضه لفكرتهم وربما كانت موافقته لعله قد يجد في حلهم ما يرضيه ويؤنس وحدته، اختار أصحاب الفكرة العروس بمساعدة زوجاتهم وكانت الزوجة أرملة سافر ولداها للعمل بالخارج وتتمتع بحالة صحية جيدة وكان أول شيء فقدته عواطف العروس الجديدة هو معاشها عن زوجها السابق لكن كرم زكريا ويسر حاله خففا عليها حدة الموقف، تدريجيا شعرت بطيبة قلب زكريا وأدركت مدى حبه لأبنائه فكانت تقيم لهم موائد الطعام الممتلئة بأشهى المأكولات والتي افتقدوها منذ وفاة والدتهم، وأعادت لم شمل الأسرة من جديد، لكن هذا الحال لم يدم طويلا فقد كانت صحة عواطف هشة فقدتها سريعا مع المجهود وبعد مرور عام واحد على زواجها أصيبت بشلل أقعدها عن الحركة وتبدل الحال وأصبح زكريا هو الذي يخدمها وبدلا من أن تعينه على مرضه أصبحت تحتاج إلى العون، مل زكريا من مرض زوجته وطالب أبناءه بضرورة الحصول على حل يخرجه من المأزق الذي وضعوه فيه وكان حلهم أبسط ما يمكن وهو طلاق عواطف، وبالفعل طلقها زكريا فلم يكن العام الذي تزوجها فيه قد أوجد بينهما ما يجعله يبقي عليها، شعرت عواطف بجرح كبير أصاب كرامتها فهي لم تتزوج من زكريا إلا لتمريضه وعندما أصيبت بالمرض ألقي بها بعيدا عن حياته وكأن دورها الذي جاءت من أجله قد انتهى كما أنها عانت من سوء الحالة المادية بفقدانها معاش زوجها الأول وأصبحت تنتظر ما يبعث به ولداها من الخارج واللذان لم يوافقا منذ البداية على زواجها، لم تجد عواطف أمامها لتضمد به جراحها سوى اللجوء لمحكمة الأحوال الشخصية تقيم دعوى تطالب فيها بنفقة شهرية من زوجها الثري وأيضا نفقة متعة، حاول محامي زكريا أن يؤكد انه لا حق لعواطف في نفقة المتعة على اعتبار أنه رجل عجوز لكن المحكمة قضت بإلزامه بدفع 500 جنيه نفقة شهرية لمدة عام ونفقة متعة قدرها 30 ألف جنيه، وقالت في الأسباب: إن نفقة المتعة عبارة عن مبلغ من المال يدفعه الزوج الذي طلق زوجته دون رضاها كنوع من التعويض وجبر الخاطر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
زواج بلاكراه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
yassin :: ساحة الترفيه :: قسم الرياضة-
انتقل الى: